صفحه اول  اخبار اندیشه آخرین استفتائات آثار فقهی مرجع استخاره تماس با ما درباره ما
مرجع ما پایگاه اطلاع رسانی مراجع شیعه http://marjaema.com
مطالب مهم
تبلیغات
اخبار
اوقات شرعی
اخبار حوزه و دانشگاه
» تأکید نماینده مجلس بر اجرای قوانین حوزه زنان
» گزارش تصویری از مراسم عزاداری و سوگواری شهادت حضرت فاطمه زهرا (سلام الله علیها)
» پیکر آیت الله موسوی اردبیلی در حرم مطهر حضرت معصومه (س) به خاک سپرده شد
» بیانیه حضرت آیت الله مکارم شیرازی در پی حکم اخیر شیخ الازهر: کشتار غیر مسلمین در هر کجای دنیا شدیداً محکوم است
صفحه اول  >> آثار فقهی >>
مرجع ما | آثار فقهی
فهرست:
دعاى امام سجاد (عليه السلام) در روز عرفه
موضوع: کتب استفتائی
مرجع: حضرت آیت الله العظمی وحید خراسانی

 

دعاى امام سجاد (عليه السلام) در روز عرفه

اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمینَ، أَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بَدیـعَ السَّمـاواتِ وَالاَْرْضِ، ذَا الْجَـلالِ وَالاِْكْرامِ، رَبَّ الاَْرْبابِ، وَإِلهَ كُلِّ مَأَلُوه، وَخالِقَ كُلِّ مَخْلُوق، وَوارِثَ كُلِّ شَىْء (لَیسَ كَمِثْلِهِ شَیءٌ ) وَلا یعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَىْء، وَهُوَ بِكُلِّ شَىْء مُحیطٌ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْء رَقیبٌ. أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الاَْحَدُ الْمُتَوَحِّدُ، الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ. وَأَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْكَریمُ الْمُتَكَرِّمُ، الْعَظیمُ الْمُتَعَظِّمُ، الْكَبیرُ الْمُتَكَبِّرُ. وَأَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْعَلِىُّ الْمُتَعالِ، الشَّدیدُ الْمِحالِ. وَأَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحیمُ، الْعَلیمُ الْحَكیمُ. وَأَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ السَّمیعُ الْبَصیرُ، الْقَدیمُ الْخَبیرُ. وَأَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْكَریمُ الاَْكْرَمُ، الدّائِمُ الاَْدْوَمُ. وَأَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الاَْوَّلُ قَبْلَ كُلِّ أَحَد، وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ عَدَد. وَأَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الدّانی فی عُلُوِّهِ، وَالْعالی فی دُنُوِّهِ. وَأَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ذُو الْبَهاءِ وَالْمَجْدِ، وَالْكِبْرِیاءِ وَالْحَمْدِ. وَأَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الَّذی أَنْشَأْتَ الأَشْیاءَ مِنْ غیرِ سِنْخ، وَصَوَّرْتَ ماصَوَّرْتَ مِنْ غَیرِ مِثال، وَابْتَدَعْتَ الْمُبْتَدَعاتِ بِلاَ احْتِذاء. أَنْتَ الَّذی قَدَّرْتَ كُلَّ شَىْء تَقْدیراً، وَیسَّرْتَ كُلَّ شَىْء تَیسیراً، وَدَبَّرْتَ ما دُونَكَ تَدْبیراً. أَنْتَ الَّذی لَمْ یعِنْكَ عَلى خَلْقِكَ شَریكٌ، وَلَمْ یوازِرْكَ فی أَمْرِكَ وَزیرٌ، وَلَمْ یكُنْ لَكَ مُشاهِدٌ وَلا نَظیرٌ. أَنْتَ الَّذی أَرَدْتَ فَكانَ حَتْماً ما أَرْدْتَ، وَقَضَیتَ فَكانَ عَدْلاً ما قَضَیتَ، وَحَكَمْتَ فَكانَ نِصْفاً ما حَكَمْتَ. أَنْتَ الَّذی لا یحْویكَ مَكانٌ، وَلَمْ یقُمْ لِسُلْطانِكَ سُلْطانٌ، وَلَمْ یعْیكَ بُرْهانٌ وَلا بَیانٌ. أَنْتَ الَّذی أَحْصَیتَ كُلَّ شَىْء عَدَداً، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ شَىْء أَمَداً، وَ قَدَّرْتَ كُلَّ شَىْء تَقْدیراً. أَنْتَ الَّذی قَصُرَتِ الاَْوْهامُ عَنْ ذاتِیتِكَ، وَعَجَزَتِ الاَْفْهامُ عَنْ كَیفِیتِكَ، وَلَمْ تُدْرِكِ الاَْبْصارُ مَوْضِعَ أَینِیتِكَ.

 

أَنْتَ الَّذی لا تُحَّدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً، ولَمْ تُمَثَّلْ فَتَكُونَ مَوْجُوداً، وَلَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ مَوْلُوداً. أَنْتَ الَّذی لا ضِدَّ مَعَكَ فَیعانِدَكَ، وَلا عِدْلَ لَكَ فَیكاثِرَكَ، وَلا نِدَّ لَكَ فَیعارِضَكَ. أَنْتَ الَّذِی ابْتَدَأَ وَاخْتَرَعَ، وَاسْتَحْدَثَ وَابْتَدَعَ، وَأَحْسَنَ صُنْعَ ما صَنَعَ.

 

سُبْحانَكَ ما أَجَلَّ شَأْنَكَ! وَأسْنى فِی الاَْماكِنِ مَكانَكَ! وَأَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرْقانَكَ! سُبْحانَكَ مِنْ لَطیف ما أَلْطَفَكَ! وَرَؤُوف ما أَرْأَفَكَ! وَحَكیم ما أَعْرَفَكَ! سُبْحانَكَ مِنْ مَلیك ما أَمْنَعَكَ! وَجَواد ما أَوْسَعَكَ! وَرَفیع ما أَرْفَعَكَ! ذُو الْبَهاءِ وَالْمَجْدِ، وَالْكِبْرِیاءِ وَالْحَمْدِ. سُبْحانَكَ بَسَطْتَ بِالْخَیراتِ یدَكَ، وَعُرِفَتِ الْهِدایةُ مِنْ عِنْدِكَ، فَمَنِ الْتَمَسَكَ لِدین أَوْ دُنْیا وَجَدَكَ. سُبْحانَكَ خَضَعَ لَكَ مَنْ جَرى فی عِلْمِكَ، وَخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ ما دُونَ عَرْشِكَ، وَانْقادَ لِلتَّسْلیمِ لَكَ كُلُّ خَلْقِكَ. سُبْحانَكَ لا تُحَسُّ، وَلا تُجَسُّ، وَلا تُمَسُّ، وَلا تُكادُ، وَلا تُماطُ، وَلا تُنازَعُ، وَلا تُجارى، وَلا تُمارى، وَلا تُخادَعُ، وَلا تُماكَرُ. سُبْحانَك سَبیلُكَ جَدَدٌ، وَأَمْرُكَ رَشَدٌ، وَأَنْتَ حَىٌّ صَمَدٌ. سُبْحانَكَ قَوْلُكَ حُكْمٌ، وَقَضاؤُكَ حَتْمٌ، وَإِرادَتُك عَزْمٌ. سُبْحانَكَ لا رادَّ لِمَشِیتِكَ، وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ. سُبْحانَكَ باهِرَ الاْیاتِ، فاطِرَ السَّماواتِ، بارِئَ النَّسَماتِ. لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً یدُومُ بِدَوامِكَ. وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خالِداً بِنِعْمَتِكَ.

 

وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً یوازی صُنْعَكَ. وَلَك الْحَمْدُ حَمْداً یزیدُ عَلى رِضاكَ. وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً مَعَ حَمْدِ كُلِّ حامِد، وَشُكْراً یقْصُرُ عنْهُ شُكْرُ كُلِّ شاكِر، حَمْداً لا ینْبَغی إِلاّ لَكَ، وَلا یتَقَرَّبُ بِهِ إِلاّ إِلَیكَ، حَمْداً یسْتَدامُ بِهِ الاَْوَّلُ، وَیسْتَدْعى بِهِ دَوامُ الاْخِرِ، حَمْداً یتَضاعَفُ عَلى كُرُورِ الاَْزْمِنَةِ، وَیتَزایدُ أَضْعافاً مُتَرادِفَةً، حَمْداً یعْجِزُ عَنْ إِحْصائِهِ الْحَفَظَةُ، وَیزیدُ عَلى ما أَحْصَتْهُ فی كِتابِكَ الْكَتَبَةُ، حَمْداً یوازِنُ عَرْشَكَ الْمَجیدَ، وَیعادِلُ كُرْسِیكَ الرَّفیعَ، حَمْداً یكْمُلُ لَدَیكَ ثَوابُهُ، وَیسْتَغْرِقُ كُلَّ جَزاء جَزاؤُهُ، حَمْداً ظاهِرُهُ وَفْقٌ لِباطِنِهِ، وَباطِنُهُ وَفْقٌ لِصِدْقِ النِّیةِ فیهِ، حَمْداً لَمْ یحْمَدْكَ خَلْقٌ مِثْلَهُ، وَلا یعْرِفُ أَحَدٌ سِواكَ فَضْلَهُ، حَمْداً یعانُ مَنِ اجْتَهَدَ فی تَعْدیدِهِ، وَیؤَیدُ مَنْ أَغْرَقَ نَزْعاً فی تَوْفِیتِهِ، حَمْداً یجْمَعُ ما خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ، وَینْتَظِمُ ما أَنْتَ خالِقُهُ مِنْ بَعْدُ، حَمْداً لا حَمْدَ أَقْرَبُ إِلى قَوْلِكَ مِنْهُ، وَلا أَحْمَدَ مِمَّنْ یحْمَدُكَ بِهِ، حَمْداً یوجِبُ بِكَرَمِكَ الْمَزیدَ بِوُفُورِهِ، تَصِلُهُ بِمَزید بَعْدَ مَزید طَوْلاً مِنْكَ، حَمْداً یجِبُ لِكَرَمِ وَجْهِكَ، وَیقابِلُ عِزَّ جَلالِكَ. رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الْمُنْتَجَبِ الْمُصْطَفى، الْمُكَرَّمِ الْمُقَرَّبِ، أَفْضَلَ صَلَواتِكَ، وَبارِكْ عَلَیهِ أَتَمَّ بَرَكاتِكَ، وَتَرَحَّمْ عَلَیهِ أَمْتَعَ رَحَماتِكَ. رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً زاكِیةً، لا تَكُونُ صَلاةٌ أَزْكى مِنْها، وَصَلِّ عَلَیهِ صَلاةً نامِیةً، لا تَكُونُ صَلاةٌ أَنْمى مِنْها، وَصَلِّ عَلَیهِ صَلاةً راضِیةً لا تَكُونُ صَلاةٌ فَوْقَها. رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً تُرْضیهُ وَتَزیدُ عَلى رِضاهُ، وَصَلِّ عَلَیهِ صَلاةً تُرْضیكَ وَتَزیدُ عَلى رِضاكَ لَهُ، وَصَلِّ عَلَیهِ صَلاةً لا تَرْضى لَهُ إِلاّ بِها، وَلا تَرى غَیرَهُ لَها أَهْلاً. رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً تُجاوِزُ رِضْوانَكَ، وَیتَّصِلُ اتِّصالُها بِبَقائِكَ، وَلا ینْفَدُ كَما لا تَنْفَدُ كَلِماتُكَ. رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً تَنْتَظِمُ صَلَواتِ مَلائِكَتِكَ، وَأَنْبِیائِكَ، وَرُسُلِكَ، وَأَهْلِ طاعَتِكَ، وَتَشْتَمِلُ عَلى صَلَواتِ عِبادِكَ، مِنْ جِنِّكَ، وَإِنْسِكَ، وَأَهْلِ إِجابَتِكَ، وَتَجْتَمِعُ عَلى صَلاةِ كُلِّ مَنْ ذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ. رَبِّ صَلِّ عَلَیهِ وَآلِهِ، صَلاةً تُحیطُ بِكُلِّ صَلاة سالِفَة وَمُسْتَأْنَفَة، وَصَلِّ عَلَیهِ وَعَلى آلِهِ، صَلاةً مَرْضِیةً لَكَ وَلِمَنْ دُونَكَ، وَتُنْشِئُ مَعَ ذلِكَ صَلَوات تُضاعِفُ مَعَها تِلْكَ الصَّلَواتِ عِنْدَها، وَتَزیدُها عَلى كُرُورِ الاَْیامِ زِیادَةً فی تَضاعیفَ لایعُدُّها غَیرُكَ. رَبِّ صَلِّ عَلى أَطائِبِ أَهْلِ بَیتِهِ الَّذینَ اخْتَرْتَهُمْ لاَِمْرِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةَ دینِكَ، وَ خُلَفاءَكَ فی أَرْضِكَ، وَحُجَجَكَ عَلى عِبادِكَ، وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِیراً بِإِرادَتِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الْوَسیلَةَ إِلَیكَ، وَالْمَسْلَكَ إِلى جَنَّتِكَ. رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً تُجْزِلُ لَهُمْ بِها مِنْ نِحَلِكَ وَكَرامَتِكَ، وَتُكْمِلُ لَهُمُ الاَْشْیاءَ مِنْ عَطایاكَ وَنَوافِلِكَ، وَتُوَفِّرُ عَلَیهِمُ الْحَظَّ مِنْ عَوائِدِكَ وَفَوائِدِكَ. رَبِّ صَلِّ عَلَیهِ وَعَلَیهِمْ، صَلاةً لا أَمَدَ فی أَوَّلِها، وَلا غایةَ لاَِمَدِها وَلا نِهایةَ لاِخِرِها. رَبِّ صَلِّ عَلَیهِمْ زِنَةَ عَرْشِكَ وَما دُونَهُ، وَمِلاَْ سَماواتِكَ وَما فَوْقَهُنَّ، وَعَدَدَ أَرَضیكَ وَما تَحْتَهُنَّ وَما بَینَهُنَّ، صَلاةً تُقَرِّبُهُمْ مِنْكَ زُلْفى، وَتَكُونُ لَكَ وَلَهُمْ رِضاً، وَمُتَّصِلَةً بِنَظائِرهِنَّ أَبَداً. أَللّهُمَّ إِنَّكَ أَیدْتَ دینَكَ فی كُلِّ أَوان بِإِمام أَقَمْتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ، وَمَناراً فی بِلادِكَ، بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ، وَجَعَلْتَهُ الذَّریعَةَ إِلى رِضْوانِكَ، وَافْتَرَضْتَ طاعَتَهُ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِیتَهُ، وَأَمَرْتَ بِامْتِثالِ أَومِرِهِ، وَالاِْنْتِهاءِ عِنْدَ نَهْیهِ، وَأَن لا یتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ، وَلا یتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ، فَهُوَ عِصْمَةُ اللاّئِذینَ، وَكَهْفُ الْمُؤْمِنینَ، وَعُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكینَ، وَبَهاءُ الْعالَمینَ. أَللّهُمَّ فَأَوْزِعْ لِوَلِیكَ شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیهِ، وَأَوْزِعْنا مِثْلَهُ فیهِ، وَ آتِهِ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصیراً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً یسیراً، وَأَعِنْهُ بِرُكْنِكَ الاَْعَزِّ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَقَوِّ عَضُدَهُ، وَراعِهِ بِعَینِكَ، وَاحْمِهِ بِحِفْظِكَ، وَانْصْرْهُ بِمَلائِكَتِكَ، وَامْدُدْهُ بِجُنْدِكَ الاَْغْلَبِ، وَأَقِمْ بِهِ كِتابَكَ، وَحُدُودَكَ، وَشَرائِعَكَ، وَسُنَنَ رَسُولِكَ، صَلَواتُكَ اللّهُمَّ عَلَیهِ وَآلِهِ، وَأَحْی بِهِ ما أَماتَهُ الظّالِمُونَ مِنْ مَعالِمِ دینِكَ، وَاجْلُ بِهِ صَداءَ الْجَوْرِ عَنْ طَریقَتِكَ، وَأَبِنْ بِهِ الضَّرّاءَ مِنْ سَبیلِكَ، وَ أَزِلْ بِهِ النّاكِبینَ عَنْ صِراطِكَ، وَامْحَقْ بِهِ بُغاةَ قَصْدِكَ عِوَجاً، وَأَلِنْ جانِبَهُ لأَِوْلِیائِكَ، وَابْسُطْ یدَهُ عَلى أَعْدائِكَ، وَهَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَتَعَطُّفَهُ وَتَحَنُّنَهُ، وَاجْعَلْنا لَهُ سامِعینَ مُطیعینَ، وَفی رِضاهُ ساعینَ، وَإِلى نُصْرَتِهِ وَالْمُدافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفینَ، وَإِلَیك وَإِلى رَسْولِكَ صَلَواتُكَ اللّهُمَّ عَلَیهِ وَآلِهِ بِذلِكَ مُتَقَرِّبینَ. أَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى أَوْلِیائِهِمُ الْمُعْتَرِفینَ بِمَقامِهِمُ، الْمُتَّبِعینَ مَنْهَجَهُمُ، الْمُقْتَفینَ آثارَهُمُ، الْمُسْتَمْسِكینَ بِعُرْوَتِهِمُ، الْمُتَمَسِّكینَ بِوِلایتِهِمُ، الْمُؤْتَمِّینَ بِإِمامَتِهِمُ، الْمُسَلِّمینَ لأَِمْرِهِمُ، الْمُجْتَهِدینَ فی طاعَتِهِمُ، الْمُنْتَظِرینَ أَیامَهُمُ، الْمادّینَ إِلَیهِمْ أَعْینَهُمُ، الصَّلَواتِ الْمُبارَكاتِ الزّاكِیاتِ النّامِیاتِ الْغادِیاتِ الرّائِحاتِ، وَسَلِّمْ عَلَیهِمْ وَعَلى أَرْواحِهِمْ. وَاجْمَعْ عَلَى التَّقْوى أَمْرَهُمْ، وَأَصْلِحْ لَهُمْ شُؤُونَهُمْ، وَتُبْ عَلَیهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ، وَخَیرُ الْغافِرینَ، وَاجْعَلْنا مَعَهُمْ فی دارِالسَّلامِ، بِرَحْمَتِكَ یا أَرْحَمَ الرّاحِمینَ. أَللّهُمَّ هذا یوْمُ عَرَفَةَ، یوْمٌ شَرَّفْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ، نَشَرْتَ فیهِ رَحْمَتَكَ، وَمَنَنْتَ فیهِ بِعَفْوِكَ، وَأَجْزَلْتَ فیهِ عَطِیتَكَ، وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلى عِبادِكَ. أَللّهُمَّ وَأَنَا عَبْدُكَ الَّذی أَنْعَمْتَ عَلَیهِ قَبْلَ خَلْقِكَ لَهُ، وَبَعْدَ خَلْقِكَ إِیاهُ، فَجَعَلْتَهُ مِمَّنْ هَدَیتَهُ لِدینِكَ، وَوَفَّقْتَهُ لِحَقِّكَ، وَعَصَمْتَهُ بِحَبْلِكَ، وَأَدْخَلْتَهُ فی حِزْبِكَ، وَأَرْشَدْتَهُ لِمُوالاةِ أَوْلِیائِكَ، وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ. ثُمَّ أَمَرْتَهُ فَلَمْ یأْتَمِرْ، وَزَجَرْتَهُ فَلَمْ ینْزَجِرْ، وَنَهَیتَهُ عَنْ مَعْصِیتِكَ فَخالَفَ أَمْرَكَ إِلى نَهْیكَ، لامُعانَدَةً لَكَ، وَلاَ اسْتِكْباراً عَلَیكَ، بَلْ دَعاهُ هَواهُ إِلى ما زَیلْتَهُ وَإِلى ما حَذَّرْتَهُ، وَأَعانَهُ عَلى ذلِكَ عَدُوُّكَ وَعَدُوُّهُ، فَأَقْدَمَ عَلَیهِ عارِفاً بِوَعیدِكَ، راجِیاً لِعَفْوِكَ، واثِقاً بِتَجاوُزِكَ، وَكانَ أَحَقَّ عِبادِكَ مَعَ ما مَنَنْتَ عَلَیهِ أَلاّ یفْعَلَ. وَها أَنَا ذا بَینَ یدَیكَ صاغِراً ذَلیلاً، خاضِعاً خاشِعاً، خائِفاً مُعْتَرِفاً بِعَظیم مِنَ الذُنُوبِ تَحَمَّلْتُهُ، وَجَلیل مِنَ الْخَطایا اجْتَرَمْتُهُ، مُسْتَجیراً بِصَفْحِكَ، لائِذاً بِرَحْمَتِكَ، مُوقِناً أَنَّهُ لایجیرُنی مِنْكَ مُجیرٌ، وَلا یمْنَعُنی مِنْكَ مانِعٌ. فَعُدْ عَلَىَّ بِما تَعُودُ بِهِ عَلى مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِكَ، وَجُدْ عَلَىَّ بِما تَجُودُ بِهِ عَلى مَنْ أَلْقى بِیدِهِ إِلَیكَ مِنْ عَفْوِكَ، وَامْنُنْ عَلَىَّ بِما لا یتَعاظَمُكَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلى مَنْ أَمَّلَكَ مِنْ غُفْرانِكَ، وَاجْعَلْ لی فی هذَا الْیوْمِ نَصیباً أَنالُ بِهِ حَظّاً مِنْ رِضْوانِكَ. وَلا تَرُدَّنی صِفْراً مِمّا ینْقَلِبُ بِهِ الْمُتَعَبِّدُونَ َلكَ مِنْ عِبادِكَ، وَإِنّی وَإِنْ لَمْ أُقَدِّمْ ما قَدَّمُوهُ مِنَ الصّالِحاتِ، فَقَدْ قَدَّمْتُ تَوْحیدَكَ، وَنَفْىَ الاَْضْدادِ وَالاَْنْدادِ وَالاَْشْباهِ عَنْكَ، وَأَتَیتُكَ مِنَ الاَْبْوابِ الَّتی أَمَرْتَ أَنْ تُؤْتى مِنْها، وَتَقَرَّبْتُ إِلَیكَ بِما لا یقْرُبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْكَ إِلاّ بِالتَّقَرُّبِ بِهِ، ثُمَّ أَتْبَعْتُ ذلِكَ بِالاِْنابَةِ إِلَیكَ، وَالتَّذَلُّلِ وَالاِْسْتِكانَةِ لَكَ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ، وَالثِّقَةِ بِما عِنْدَكَ، وَشَفَعْتُهُ بِرَجائِكَ الَّذی قَلَّ ما یخیبُ عَلَیهِ راجیكَ، وَ سَأَلْتُكَ مَسْأَلَةَ الْحَقیرِ الذَّلیلِ، الْبائِس الْفَقیرِ، الْخائِفِ الْمُسْتَجیرِ، وَمَعَ ذلِكَ خیفةً وَتَضَرُّعاً، وَتَعَوُّذاً وَتَلَوُّذاً، لا مُسْتَطیلاً بِتَكَبُّرِ الْمُتَكَبِّرینَ، وَلا مُتعالِیاً بِدالَّةِ الْمُطیعینَ، وَلا مُسْتَطیلاً بِشَفاعَةِ الشّافِعینَ، وَأَنَا بَعْدُ أَقَلُّ الاَْقَلّینَ، وَأَذَلُّ الاَْذَلّینَ، وَمِثْلُ الذَّرَّةِ أَوْ دُونَها. فَیا مَنْ لَمُ یعاجِلِ الْمُسیئینَ، وَلاینْدَهُ الْمُتْرَفینَ، وَیا مَنْ یمُنُّ بِإِقالَةِ الْعاثِرینَ، وَیتَفَضَّلُ بِإِنْظارِ الْخاطِئینَ، أَنَا الْمُسیءُ الْمُعْتَرِفُ، الْخاطِئُ الْعاثِرُ، أَنَا الَّذی أَقْدَمَ عَلَیكَ مُجْتَرِئاً، أَنَا الَّذی عَصاكَ مُتَعَمِّداً، أَنَا الَّذِی اسْتَخْفى مِنْ عِبادِكَ وَبارَزَكَ، أَنَا الَّذی هابَ عِبادَكَ وَأَمِنَكَ، أَنَا الَّذی لَمْ یرْهَبْ سَطْوَتَكَ، وَلَمْ یخَفْ بَأْسَكَ، أنَا الْجانی عَلى نَفْسِهِ، أنَا الْمُرْتَهَنُ بِبَلِیتِهِ، أنَا الْقَلیلُ الْحَیاءِ، أَنَا الطَّویلُ الْعَناءِ. بِحَقِّ مَنِ انْتَجَبْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِمَنِ اصْطَفَیتَهُ لِنَفْسِكَ، بِحَقِّ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ بَرِیتِكَ، وَمَنِ اجْتَبَیتَ لِشَأْنِكَ، بِحَقِّ مَنْ وَصَلْتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِكَ، وَمَنْ جَعَلْتَ مَعْصِیتَهُ كَمَعْصِیتِكَ، بِحَقِّ مَنْ قَرَنْتَ مُوالاتَهُ بِمُوالاتِكَ، وَمَنْ نُطْتَ مُعاداتَهُ بِمُعاداتِكَ، تَغَمَّدْنی فی یوْمی هذا بِما تَتَغَمَّدُ بِهِ مَنْ جَأَرَ إِلَیكَ مُتَنَصِّلاً، وَعاذَ بِاسْتِغْفارِكَ تائِباً، وَتَوَلَّنی بِما تَتَوَلّى بِهِ أَهْلَ طاعَتِكَ، وَالزُّلْفى لَدَیكَ، وَالْمَكانَةِ مِنْكَ، وَتَوَحَّدْنی بِما تَتَوَحَّدُ بِهِ مَنْ وَفى بِعَهْدِكَ، وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ فی ذاتِكَ، وَأَجْهَدَها فی مَرْضاتِكَ. وَلا تُؤاخِذْنی بِتَفْریطی فی جَنْبِكَ، وَتَعَدّی طَوْری فی حُدُودِكَ، وَمُجاوَزَةِ أَحْكامِكَ، وَلا تَسْتَدْرِجْنی بِإِمْلائِكَ لِی اسْتِدْراجَ مَنْ مَنَعَنی خَیرَ ما عِنْدَهُ، وَلَمْ یشْرَكْكَ فی حُلُولِ  نِعْمَتِهِ بی. وَنَبِّهْنی مِنْ رَقْدَةِ الْغافِلینَ، وَسِنَةِ الْمُسْرِفینَ، وَنَعْسَةِ الْمَخْذُولینَ، وَخُذْ بِقَلْبی إِلى مَا اسْتَعْمَلْتَ بِهِ الْقانِتینَ، وَاسْتَعْبَدْتَ بِهِ الْمُتَعَبِّدینَ، وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ الْمُتَهاوِنینَ، وَأَعِذْنی مِمّا یباعِدُنی عَنْكَ، وَیحُولُ بَینی وَبَینَ حَظّی مِنْكَ، وَیصُدُّنی عَمّا أُحاوِلُ لَدَیكَ، وَسَهِّلْ لی مَسْلَكَ الْخَیراتِ إِلَیكَ، وَالْمسابَقَةَ إِلَیها مِنْ حَیثُ أَمَرْتَ، وَالْمُشاحَّةَ فیها عَلى ما أَرَدْتَ. وَلا تَمْحَقْنی فی مَنْ تَمْحَقُ مِنَ الْمُسْتَخِفّینَ بِما أَوْعَدْتَ، وَلا تُهْلِكْنی مَعَ مَنْ تُهْلِكُ مِنَ الْمُتَعَرِّضینَ لِمَقْتِكَ، وَلا تُتَبِّرْنی فی مَنْ تُتَبِّرُ مِنَ الْمُنْحَرِفینَ عَنْ سُبُلِكَ، وَنَجِّنی مِنْ غَمَراتِ الْفِتْنَةِ، وَخَلِّصْنی مِنْ لَهَواتِ الْبَلْوى، وَأَجِرْنی مِنْ أَخْذِ الاِْمْلاءِ، وَحُلْ بَینی وَبَینَ عَدُوٍّ یضِلُّنی، وَهَوىً یوبِقُنی، وَمَنْقَصَة تَرْهَقُنی، وَلا تُعْرِضْ عَنّی إِعْراضَ مَنْ لا تَرْضى عَنْهُ بَعْدَ غَضَبِكَ، وَلا تُؤْیسْنی مِنَ الاَْمَلِ فیكَ، فَیغْلِبَ عَلَىَّ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تَمْتَحِنّی بِما لا طاقَةَ لی بِهِ، فَتَبْهَظَنی مِمّا تُحَمِّلُنیهِ مِنْ فَضْلِ مَحَبَّتِكَ. وَلا تُرْسِلْنی مِنْ یدِكَ إِرْسالَ مَنْ لا خَیرَ فیهِ، وَلا حاجَةَ بِكَ إِلَیهِ، وَلا إِنابَةَ لَهُ، وَلا تَرْمِ بی رَمْىَ مَنْ سَقَطَ مِنْ عَینِ رِعایتِكَ، وَمَنِ اشْتَمَلَ عَلیهِ الْخِزْىُ مِنْ عِنْدِكَ، بَلْ خُذْ بِیدی مِنْ سَقْطَةِ الْمُتَرَدّینَ، وَوَهْلَةِ الْمُتَعَسِّفینَ، وَزَلَّةِ الْمَغْرُورینَ، وَوَرْطَةِ الْهالِكینَ، وَعافِنی مِمَّا ابْتَلَیتَ بِهِ طَبَقاتِ عَبیدِكَ وَ إِمائِكَ، وَبَلِّغْنی مَبالِغَ مَنْ عُنیتَ بِهِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَیهِ، وَرَضیتَ عَنْهُ، فَأَعَشْتَهُ حَمیداً، وَتَوَفَّیتَهُ سَعیداً. وَطَوِّقْنی طَوْقَ الاِْقْلاعِ عَمّا یحْبِطُ الْحَسناتِ، وَیذْهَبُ بِالْبَرَكاتِ، وَأَشْعِرْ قَلْبِىَ الاِْزْدِجارَ عَنْ قَبائِحِ السَّیئاتِ، وَفَواضِحِ الْحَوْباتِ، وَلا تَشْغَلْنی بِما لا أُدْرِكُهُ إِلاّ بِكَ عَمّا لا یرْضیكَ عَنّی غَیرُهُ، وَأَنْزِعْ مِنْ قَلْبی حُبَّ دُنْیا دَنِیة تَنْهى عَمّا عِنْدَكَ، وَتَصُدُّ عَنِ ابْتِغاءِ الْوَسیلَةِ إِلَیكَ، وَتُذْهِلُ عَنِ التَّقَرُّبِ مِنْكَ، وَزَینْ لِىَ التَّفَرُّدَ بِمُناجاتِكَ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ، وَهَبْ لی عِصْمَةً تُدْنینی مِنْ خَشْیتِكَ، وَتَقْطَعُنی عَنْ رُكُوبِ مَحارِمِكَ، وَتَفُكُّنی مِنْ أَسْرِ الْعَظائِم. وَهَبْ لِىَ التَّطْهیرَ مِنْ دَنَسِ الْعِصْیانِ، وَأَذْهِبْ عَنّی دَرَنَ الخَطایا، وَسَرْبِلْنی بِسِرْبالِ عافِیتِكَ، وَرَدِّنی رِداءَ مُعافاتِكَ، وَجَلِّلْنی سَوابِغَ نَعْمائِكَ، وَظاهِرْ لَدَىَّ فَضْلَكَ وَطَوْلَكَ، وَأَیدْنی بِتَوْفیقِكَ وَتَسْدیدِكَ، وَأَعِنّی عَلى صالِحِ النِّیةِ، وَمَرْضِىِّ الْقَوْلِ، وَمُسْتَحْسَنِ الْعَمَلِ. وَلا تَكِلْنی إِلى حَوْلی وَقُوَّتی دُونَ حَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، وَلا تُخْزِنی یوْمَ تَبْعَثُنی لِلِقائِكَ، وَلا تَفْضَحْنی بَینَ یدَی أَوْلِیائِكَ، وَلا تُنْسِنی ذِكْرَكَ، وَلا تُذْهِبْ عَنّی شُكْرَكَ، بَلْ أَلْزِمْنیهِ فی أَحْوالِ السَّهْوِ عِنْدَ غَفَلاتِ الْجاهِلینَ لاِلائِكَ، وَأَوْزِعْنی أَنْ أُثْنِىَ بِما أَوْلَیتَنیهِ، وَأَعْتَرِفَ بِما أَسْدَیتَهُ إِلَىَّ. وَاجْعَلْ رَغْبَتی إِلَیكَ فَوْقَ رَغْبَةِ الرّاغِبینَ، وَحَمْدی إِیاكَ فَوْقَ حَمْدِ الْحامِدینَ، وَلا تَخْذُلْنی عِنْدَ فاقَتی إِلَیكَ، وَلا تُهْلِكْنی بِما أَسْدَیتُهُ إِلَیكَ، وَلا تَجْبَهْنی بِما جَبَهْتَ بِهِ الْمُعانِدینَ لَكَ. فَإِنّی لَكَ مُسَلِّمٌ، أَعْلَمُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَكَ، وَأَنَّكَ أَوْلى بِالْفَضْلِ، وَأَعْوَدُ بِالاِْحْسانِ، وَأَهْلُ التَّقْوى، وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، وَأَنَّكَ بِأَنْ تَعْفُوَ أَوْلى مِنْكَ بِأَنْ تُعاقِبَ، وَأَنَّكَ بِأَنْ تَسْتُرَ أَقْرَبُ مِنْكَ إِلى أَنْ تَشْهَرَ. فَأَحْینی حَیاةً طَیبَةً تَنْتَظِمُ بِما أُریدُ، وَتَبْلُغُ ما أُحِبُّ مِنْ حَیثُ لا آتی ما تَكْرَهُ، وَلا أَرْتَكِبُ ما نَهَیتَ عَنْهُ، وَأَمِتْنی میتَةَ مَنْ یسْعى نُورُهُ بَینَ یدَیهِ وَعَنْ یمینِهِ، وَذَلِّلْنی بَینَ یدَیكَ، وَأَعِزَّنی عِنْدَ خَلْقِكَ، وَضَعْنی إِذا خَلَوْتُ بِكَ، وَارْفَعْنی بَینَ عِبادِكَ، وَأَغْنِنی عَمَّنْ هُوَغَنِىٌّ عَنّی، وَزِدْنی إِلَیكَ فاقَةً وَفَقْراً، وَأَعِذْنی مِنْ شَماتَةِ الاَْعْداءِ، وَمِنْ حُلولِ الْبَلاءِ، وَمِنَ الذُّلِّ وَالْعَناءِ، تَغَمَّدْنی فی مَا اطَّلَعْتَ عَلَیهِ مِنّی بِما یتَغَمَّدُ بِهِ الْقادِرُ عَلَى الْبَطْشِ لَولا حِلْمُهُ، وَالآخِذُ عَلَى الْجَریرَةِ لَوْلا أَناتُهُ. وَإِذا أَرَدْتَ بِقَوْم فِتْنَةً أَوْ سُوءاً فَنَجِّنی مِنْها لِواذاً بِكَ، وَإِذْ لَمْ تُقِمْنی مَقامَ فَضیحة فی دُنْیاكَ، فَلا تُقِمْنی مِثْلَهُ فی آخِرَتِكَ، وَاشْفَعْ لی أَوائِلَ مِنَنِكَ بِأَواخِرها، وَقَدیمَ فَوائِدِكَ بِحَوادِثِها، وَلا تَمْدُدْ لی مَدّاً یقْسُو مَعَهُ قَلْبی، وَلا تَقْرَعْنی قارِعَةً یذْهَبُ لَها بَهائی، وَلا تَسُمْنی خَسیسَةً یصْغُرُ لَها قَدْرىَ،وَلا نَقیصَةً یجْهَلُ مِنْ أَجْلِها مَكانی، وَلا تَرُعْنی رَوْعَةً أُبْلِسُ بِها، وَلا خیفَةً أُوجِسُ دُونَها. إِجْعَلْ هَیبَتی فی وَعیدِكَ، وَحَذَری مِنْ إِعْذارِكَ وَإِنْذارِكَ، وَرَهْبَتی عِنْدَ تِلاوَةِ آیاتِكَ، وَاعْمُرْ لَیلی بِإِیقاظی فیهِ لِعِبادَتِكَ، وَتَفَرُّدی بِالتَّهَجُّدِ لَكَ، وَتَجَرُّدی بِسُكُونی إِلَیكَ وَإِنْزالِ حَوائِجی بِكَ، وَمُنازَلَتی إِیاكَ فی فَكاكِ رَقَبَتی مِنْ نارِكَ، وَإِجارَتی مِمّا فیهِ أَهْلُها مِنْ عَذابِكَ. وَلا تَذَرْنی فی طُغْیانی عامِهاً، وَلا فی غَمْرَتی سَاهِیاً حَتّى حین، وَلا تَجْعَلْنی عِظَةً لِمَنِ اتَّعَظَ، وَلا نَكالاً لِمَنِ اعْتَبَرَ، وَلا فِتْنَةً لِمَنْ نَظَرَ، وَلا تَمْكُرْ بی فی مَنْ تَمْكُرُ بِهِ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بی غَیری، وَلا تُغَیرْ لِی اسْماً، وَلا تُبَدِّلْ لی جِسْماً، وَلا تَتَّخِذْنی هُزُواً لِخَلْقِكَ، وَلا سُخْرِیاً لَكَ، وَلا تَبَعاً إِلاّ لِمَرْضاتِكَ، وَلا مُمْتَهَناً إِلاّ بِالاِْنْتِقامِ لَكَ. وَأَوْجِدْنی بَرْدَ عَفْوِكَ، وحَلاوَةَ رَحْمَتِكَ، وَرَوْحِكَ وَرَیحانِكَ، وَجَنَّةِ نَعیمِكَ، وَأَذِقْنی طَعْمَ الْفَراغِ لِما تُحِبُّ بِسَعَة مِنْ سَعَتِكَ، وَالاِْجْتِهادِ فیما یزْلِفُ لَدَیكَ وَعِنْدَكَ، وَأَتْحِفْنی بِتُحْفَة مِنْ تُحَفاتِكَ. وَاجْعَلْ تِجارَتی رابِحَةً، وَكَرَّتی غَیرَ خاسِرَة، وَأَخِفْنی مَقامَكَ، وَشَوِّقْنی لِقاءَكَ، وَتُبْ عَلَىَّ تَوْبَةً نَصُوحاً، لا تُبْقِ مَعَها ذُنُوباً صَغیرَةً وَلا كَبیرَةً، وَلا تَذَرْ مَعَها عَلانِیةً وَلا سَریرَةً. وَانْزَعِ الْغِلَّ مِنْ صَدْری لِلْمُؤْمِنینَ، وَأَعْطِفْ بِقَلْبی عَلَى الْخاشِعینَ، وَكُنْ لی كَما تَكُونُ لِلصّالِحینَ، وَحَلِّنی حِلْیةَ الْمُتَّقینَ، وَاجْعَلْ لی لِسانَ صِدْق فِی الْغابِرینَ، وَذِكْراً نامِیاً فِی الاْخِرینَ، وَوافِ بی عَرْصَةَ الاَْوَّلینَ. وَتَمِّمْ سُبُوغَ نِعْمَتِكَ عَلَىَّ، وَظاهِرْ كَراماتِها لَدَىَّ. إِمْلاَْ مِنْ فَوائِدِكَ یدَىَّ، وَسُقْ كَرائِمَ مَواهِبِكَ إِلَىَّ، وَجاوِرْ بِىَ الاَْطْیبینَ مِنْ أَوْلِیائِكَ فِی الْجِنانِ الَّتی زَینْتَها لاَِصْفِیائِكَ، وَجَلِّلْنی شَرائِفَ نِحَلِكَ فِی الْمَقاماتِ الْمُعَدَّةِ لأَحِبّائِكَ، وَاجْعَلْ لی عِنْدَكَ مَقیلاً آوی إِلَیهِ مُطْمَئِنّاً، وَمَثابَةً أَتَبَوَّأُها وَأَقَرُّ عَیناً. وَلا تُقایسْنی بِعَظیماتِ الْجَرائِرِ، وَلا تُهْلِكْنی یوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ، وَأَزِلْ عَنّی كُلَّ شَكٍّ وَشُبْهَة، وَاجْعَلْ لی فِی الْحَقِّ طَریقاً مِنْ كُلِّ رَحْمَة، وَأَجْزِلْ لی قِسَمَ الْمَواهِبِ مِنْ نَوالِكَ، وَوَفِّرْ عَلَىَّ حُظُوظَ الاِْحْسانِ مِنْ إِفْضالِكَ. وَاجْعَلْ قَلْبی واثِقاً بِما عِنْدَكَ، وَهَمّی مُسْتَفْرَغاً لِما هُوَ لَكَ، وَاسْتَعْمِلْنی بِما تَسْتَعْمِلُ بِهِ خالِصَتَكَ، وَأَشْرِبْ قَلْبی عِنْدَ ذُهُولِ الْعُقولِ طاعَتَكَ. وَاجْمَـعْ لِىَ الْغِنى وَالْعَفافَ، وَالـدَّعَةَ وَالْمُعافاةَ، وَالصِّحَّةَ وَالسَّعَةَ، وَالطُّمَأْنینَةَ وَالْعافِیةَ، وَلا تُحْبِطْ حَسَناتی بِما یشوبُها مِنْ مَعْصِیتِكَ، وَلا خَلَواتی بِما یعْرِضُ لی مِنْ نَزَغاتِ فِتْنَتِكَ، وَصُنْ وَجْهی عَنِ الطَّلَبِ إِلى أَحَد مِنَ الْعالَمینَ، وَذُبَّنی عَنِ الْتِماسِ ما عِنْدَ الْفاسِقینَ. وَلا تَجْعَلْنی لِلظّالِمینَ ظَهیراً، وَلا لَهُمْ عَلى مَحْوِ كِتابِكَ یداً وَنَصیراً، وَحُطْنی مِنْ حَیثُ لا أَعْلَمُ حِیاطَةً تَقینی بِها. وَافْتَحْ لی أَبْوابَ تَوْبَتِكَ، وَرَحْمَتِكَ، وَرَأْفَتِكَ، وَرِزْقِكَ الْواسِعِ، إِنّی إِلَیكَ مِنَ الرّاغِبینَ، وَأَتْمِمْ لی إِنْعامَكَ إِنَّكَ خَیرُ الْمُنْعِمینَ. وَاجْعَلْ باقِی عُمْری فِی الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ یا رَبَّ الْعالَمینَ. وَصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّیبینَ الطّاهِرینَ، وَالسَّلامُ عَلَیهِ وَعَلَیهِمْ أَبَدَ الاْبِدینَ.